حكومة جديدة بدرجة تعديل وزاري:
أفرج رئيس الجمهورية عبد العزيز
بوتفليقة، الخميس، عن أعضاء الحكومة الجديدة التي يرأسها تبون، التي تميزت
برحيل 12 وزيرا، واستقدام 11 وجها جديدا للتشكيلة الحكومية، والإبقاء على
12 آخر وتنصيب 4 نساء و4 ولاة وعودة وزراء قطاعات سبق وأن غادروها في
التعديل الجزئي الذي أجراه الرئيس سنة 2016 وقبله تعديل 2015، وتنصيب وزير
شاب للسياحة لا يتجاوز 35 سنة لأول مرة.
وخلافا لما كان متوقعا، لم تحمل الحكومة
الجديدة صفة "الحكومة السياسية"، ولم تتلون بأطياف الأحزاب التي نالت حصة
من مقاعد البرلمان في تشريعات الرابع ماي الجاري، إلى جانب حزب جبهة
التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وإنما اختار الرئيس هذه المرة
أن يستعين بشخصيات تكنوقراط وإطارات وولاة جمهورية ومديري مؤسسات عمومية
لتسيير الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد جراء استمرار انهيار أسعار
النفط.
واحتفظت الحكومة التي يرأسها عبد المجيد
تبون بـ12 وجها، طبع حكومة عبد المالك سلال، منهم وزير الشؤون المغاربية
والإفريقية عبد القادر مساهل الذي تسلم حقيبة الخارجية خلفا لرمطان
لعمامرة، ووزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم نور الدين بدوي
والعدل حافظ الأختام الطيب لوح والمجاهدين الطيب زيتوني والشؤون الدينية
والأوقاف محمد عيسى والتربية نورية بن غبريت والتعليم العالي الطاهر حجار
والتكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، والثقافة عز الدين ميهوبي والبريد
والاتصالات السلكية واللاسلكية هدى إيمان فرعون والشباب والرياضة الهادي
ولد علي.
ويرتقب أن يدخل اليوم قصر الدكتور سعدان
لأول مرة مدير الضرائب عبد الرحمن راوية كوزير للمالية خلفا لحاجي بابا
عمي، والطاقة مصطفى قيطوني والذي شغل منصب مدير سونلغاز خلفا للوزير
المنتهية مهامه أمس، نور الدين بوطرفة، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة
وقضايا المرأة غنية إداليا خلفا لمونية مسلم، بعد أن شغلت منصب وزير علاقات
مع البرلمان، ووزير الصناعة والمناجم محجوب بدة الذي سبق أن كان رئيس لجنة
المالية بالبرلمان خلفا لعبد السلام بوشوارب، ووزير الفلاحة والتنمية
الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي.
وعيّن وزيرا للسكن والعمران والمدينة يوسف
شرفة، والي عنابة الذي سيشغل مكان عبد المجيد تبون وسيحمل حقيبة قطاع
استراتيجي، وعين والي تلمسان أحمد ساسي، كوزير للتجارة خلفا للمرحوم بختي
بلعايب ومدير وكالة النشر والإشهار جمال كعوان كوزير للاتصال، خلفا لحميد
غرين، ووالي وهران عبد الغاني زعلان خلفا لبوجمعة طلعي بوزارة النقل
والأشغال العمومية.
كما عاد حسين نسيب لمبنى وزارة الموارد
المائية، بعد أن غادر القطاع سنة 2015، وعيّن مسعود بن عقون وهو ممثل حزب
الحركة الشعبية الجزائرية لرئيسه عمار بن يونس، كوزير للسياحة والصناعات
التقليدية، ليكون بذلك أصغر الوزراء سنا وهو من مواليد 1985، ونصّب
البروفيسور مختار حزبلاوي كوزير للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، واختار
بوتفليقة عرّاب برنامج "أونساج" مراد زمالي ليكون وزير العمل والتشغيل
والضمان الاجتماعي، فيما عاد الطاهر خاوة لوزارة العلاقات مع البرلمان، بعد
قرابة سنة من تنحيته منها.
ونصّبت ممثلة حزب تجمع أمل الجزائر فاطمة
الزهراء زرواطي وزيرة للبيئة والطاقات المتجددة، ومن جهة أخرى، وطبقا
للمادة 92 والفقرة السادسة من الدستور عين رئيس الجمهورية أحمد نوي وزيرا
أمينا عاما للحكومة.
تدرج في سلم المسؤوليات
ساسي أحمد عبد الحفيظ.. ابن الإدارة يرتقي إلى وزير
ساسي أحمد عبد الحفيظ من مواليد 1954
بولاية النعامة، معروف بتدينه، وهو ابن الإدارة بعد أن بدأ مشواره من رئاسة
دائرة بني عباس بولاية بشار من 1996 إلى 2000، ليرتقي بعدها إلى منصب أمين
عام في ولايات تندوف ثم سعيدة ثم سطيف، بعدها ارتقى إلى منصب وال بولاية
أدرار ومنها تلمسان.
ساسي أحمد عبد الحفيظ، ظلّ إلى غاية
الخميس يزاول نشاطه بصفة عادية، أين قام بزيارة عمل بدأت من دائرة صبرة،
ومنها إلى بلدية مغنية، قبل أن يلتقي بفلاحين ببلدية ببني بوسعيد أين استمع
إلى انشغالاتهم وقرّر منحهم خزان ماء كبيرا لترقية القطاع الفلاحي
بالمنطقة الحدودية، وهو القرار الذي كان الأخير من نوعه بالنسبة لساسي أحمد
عبد الحفيظ كوال لولاية تلمسان، على اعتبار أنه بعدها تلقى اتصالا هاتفيا
يبلغه بتعيينه على رأس وزارة التجارة.
بعد 11 سنة قضاها في منصب والٍ
زعلان.. وزيرا للنقل والأشغال العمومية
يعدّ والي وهران عبد الغني زعلان، من أصغر
ولاة الجمهورية، وهو من مواليد 1964 بسوق أهراس، متحصل على شهادات عليا في
عدة تخصصات وهو خريج المدرسة الوطنية للإدارة، وحائز لدراسات عليا
بالإدارة والتنمية وماجستير في التنمية سنة 2007.
زعلان من أصغر ولاة الجمهورية، بدأت رحلته
مع منصب والٍ من أم البواقي، لمّا أسند إليه بوتفليقة مهمة تسيير شؤونها
في 2006، وكان قبلها قد تقلّد مناصب عدّة، على غرار رئيس للديوان بولاية
سوق أهراس ورئيسا لعدة دوائر وأمينا عاما ببعض الولايات، ومع مرور السنوات
أثبت ابن سوق أهراس، جدارته بهذا المنصب، ليواصل تمثيل الجهاز التنفيذي،
إلى أن حوّل إلى ولاية بشار، ثم إلى وهران في 2013، التي ودّعها ليصبح
وزيرا للنقل للأشغال العمومية.
عبد الغني زعلان تقلد منصب رئيس دائرة
وعمره لا يتجاوز الـ26 سنة، ومعروف عنه طموحه في الترقية إلى مناصب أعلى
حسب مقربين منه، وهو ما تحقق له، بعدما عيّنه رئيس الجمهورية ضمن الفريق
الحكومي.
مسعود بن عقون.. أصغر وزير في الحكومة
مسعود إلياس بن عقون، الوزير الشاب، الذي
افتك حقيبة وزارة السياحة والصناعة التقليدية وتهيئة الإقليم في التعديل
الحكومي الذي أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، من مواليد
1982، لم يتجاوز سنة الـ35، متحصل على شهادة ليسانس في العلوم القانونية
والإدارية وشهادة ماستر في الحقوق الإدارية وماستر في قانون الأعمال،
وشهادة ليسانس أخرى في الاقتصاد، تخصص مالية ومحاسبة.
ويعد بن عقون، وهو ابن الحركة الشعبية
الجزائرية، أحد أبرز الناشطين في حزب عمارة بن يونس وعضو مكتبه الوطني
والمستشار الخاص لرئيس "أم بي أ"، كما شغل منصب الأمين العام للحركة
الوطنية للطلبة الجزائريين، وكان أمينا عاما سابقا للاتحاد الوطني للطلبة
الجزائريين.
وعلى الصعيد المهني، شغل بن عقون منصبا إداريا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قبل أن يتم تنصيبه وزيرا.
حسبلاوي مختار.. من قاعة الجراحة إلى تسيير القطاع
عين البروفيسور حسبلاوي مختار المختص في
طب الأنف والأذن والحنجرة وزيرا للصحة، خلفا لعبد المالك بوضياف الذي شغل
المنصب منذ 11 سبتمبر 2013.
حسبلاوي مختار في عقده الخامس متزوج وأب
لطفلين شغل العديد من المناصب أهمها رئيس مصلحة طب الأنف والأذن والحنجرة
بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو إلى غاية 2015 ورئيس المجلس العلمي لمستشفى
وكلية الطب بتيزي وزو.
آخر منصب شغله قبل الاستوزار كان مديرا
عاما للمعهد الوطني للصحة العمومية منذ 2016 ورئيس مصلحة طب الأنف والأذن
والحنجرة محمد لمين دباغين بباب الوادي.
زمّالي مراد.. عرّاب "أونساج" لتسيير العمل والضمان الاجتماعي
خلف مراد زمّالي الذي عيّن وزيرا للعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، محمّد الغازي على رأس القطاع في حكومة عبد المجيد تبون.
زمالي شغل منصب المدير العام للوكالة
الوطنية لدعم وتشغيل الشباب "أونساج" طيلة سنوات أشرف فيها على تسيير ملف
دعم تشغيل الشباب الذي شقّ به طريقه للاستوزار.
زمّالي مهندس معماري متزوج وأب لطفلين من
مواليد 16 نوفمبر 1961 عرف مسارا مهنيا أشرف خلاله على العديد من المشاريع
وأدار العديد من المؤسسات العمومية على غرار وكالة عدل لغرب الجزائر
والصندوق الوطني للعطل مدفوعة الأجر والبطالة والكوارث.
آخر منصب شغله زمالي قبل استوزاره هو منصب المدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" وذلك منذ 18 ماي 2011.
المصدر : الشروق