زطشي لم يحفظ الدرس ويغامر بالتعاقد مع مدرب "متواضع"!

زطشي لم يحفظ الدرس ويغامر بالتعاقد مع مدرب "متواضع"!

كان وقع خبر تعاقد الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز غونزلاز، لتدريب المنتخب الوطني الأول مفاجئا، للرأي العام ووسائل الإعلام، ليس فقط لأن اسمه لم يتم تداوله من قبل للإشراف على رفقاء رياض محرز، وإنما لتواضع مستوى هذا المدرب وعدم استيفائه الشروط المطلوبة لتقلد منصب مدرب المنتخب الأول، فضلا عن كون الإسباني ليس هو المدرب "الكبير" الذي تحدث عنه وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي وانتظرته الجماهير على أحر من الجمر، ويضاف إلى هذا انفراد رئيس الفاف خير الدين زطشي في اتخاذ قرار التعاقد مع المدرب الإسباني، في سيناريو يذكرنا بما كان يقوم به سلفه محمد روراوة.
لا يمكن إطلاق أحكام مسبقة على مدرب "الخضر" الجديد لويس ألكاراز، أو الحديث عن إمكانية نجاحه مع التشكيلة الوطنية من عدمه، لأنه تلقى عرضا للعمل مع الفاف وقبل بالمهمة المقترحة عليه بعد أن أنهى المفاوضات المتعلقة بتفاصيل عقده والأهداف المسطّرة، والمسؤولية كاملة تعود على عاتق رئيس الفاف خير الدين زطشي، الذي يبدو أنه لم يحفظ درس سلفه روراوة وغامر بالتعاقد مع مدرب لا يملك سجلا تدريبيا ثريا أو ألقابا، تتناسب مع الطموحات والأهداف التي تحدث عنها رئيس الفاف الجديد قبل وبعد انتخابه رئيسا لهذه الهيئة، عدا إشرافه على أندية إسبانية تنشط كلها في وسط أو مؤخرة الترتيب من دون أن يتمكن من التتويج بأي لقب في مشواره.
مغامرة زطشي تتمثل أيضا في انتدابه مدربا لا يملك خبرة في القارة السمراء ولم يسبق له تدريب المنتخبات الوطنية، وهما عاملان عانى منهما المدرب الفرنسي الأسبق للخضر كريستيان غوركوف، قبل أن يغادر منصبه على مضض وبعد صراع طويل مع الرئيس السابق وبعض مساعديه، وبالتالي، فإن المدرب الجديد بحاجة إلى الوقت للاطلاع على خبايا الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني والقارة الإفريقية، ولم يتضح إن كان المدرب ألكاراز يتحدث اللغة الفرنسية أم لا، وهو عامل مهم في منصبه الجديد، كون أغلب لاعبي المنتخب الوطني يتحدثون هذه اللغة ولا يتقنون الإسبانية، في سيناريو قد يكرر ما حصل للتقني الصربي ميلوفان رايفاتس، الذي غادر العارضة الفنية للخضر من الباب الضيق بسبب صدامه مع اللاعبين الذين اشتكوا من عدم تواصلهم معه بالشكل المناسب بسبب عامل اللغة!!.
والمثير للغرابة والدهشة، أن زطشي وعلى خطى سلفه محمد روراوة، تعاقد مع مدرب لم يمر على إقالته من تدريب نادي غرناطة الإسباني سوى 48 ساعة، بسبب سوء النتائج على غرار ما قام به رئيس الفاف السابق الذي تعاقد مع البلجيكي جورج ليكنس بعد أيام فقط من إقالته من تدريب نادي لوكيرين البلجيكي، قبل أن يغادر هو الآخر من الباب الضيق بعد فشله الذريع في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون.
وتطرح الكثير من التساؤلات حول المعايير التي اعتمدها زطشي للتعاقد مع المدرب لويس ألكاراز، كونه لم يعد لأهل الاختصاص من تقنيين ومدربين قبل انتدابه مدرب المنتخب الأول، بما أنه لم يقم بتعيين المدير الفني الوطني الجديد فضيل تيكانوين سوى بعد إنهائه كامل تفاصيل صفقة المدرب الجديد، قبل أن يعلن عنها أمس الخميس.
وبالعودة إلى السيرة الذاتية لمدرب "الخضر" الجديد، التي لا تتناسب بشكل عام مع ما يتطلبه تدريب المنتخب الوطني، والاستحقاقات التي تنتظره على غرار مهمته "شبه المستحيلة" في تصفيات مونديال روسيا ومشواره الصعب في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، فإنه كان من الأجدر بالفاف أن تتعاقد مع طاقم تدريب محلي موسع يضم مدربين أمثال خير الدين ماضوي الذي يعد في نظر المتتبعين أفضل الحلول في الوقت الحالي لامتلاكه تجربة تدريبية محترمة تجسدت في تتويجه بعديد الألقاب وفي مقدمتها لقب دوري أبطال إفريقيا، فضلا عن خبرته في ميادين الكرة الإفريقية، فضلا عن تقنيين آخرين في شاكلة المدربين عبد القادر عمراني، وبوعلام شارف، شريف الوزاني وعمر بلعطوي.
المصدر : الشروق الرياضي